منذ زمن ليس ببعيد رمتني الأقدار ولنقل صدفة على شاطئ علم القص والروايات.وفي محاولات يائسة للكتابة لا اقول عنها فاشلة حتى لا ادع لليأس طريقا نحو قلب ولا اقول عنها ناجحة حتى لا يتمكن الغرور مني .
كلما اظلم المكان زاد من سحر السماء
وحينما يسدل الليل على الكون ستاره
ويعم الظلام أرجاءه
حينها فقط تستيقض نفسي
و تعود لي روحي التائهة البــــــــــــــــــــــــ الأول ــــــــــارت
-اااااااااااااااه
- مآبك تمارا؟
تمارا :ماذا؟ وتسألين يا لك من غريبة كيف تجلسين وحدك بالغرفة وسط كل هذا الظلام. أقسم أنك أرعبتني.
-أنت تعرفينني أحب أن أفكر في مثل هذه الأجواء .هيا بنا إلى النوم غدا لدينا مدرسة .
تمارا: حسنا تصبحين على خير .
-أحلاما سعيدة
أجري و أجري وسط برك من الدماء.
أغلق أذني بكل عنف حتى لا أسمع
كل تلك الضحكات الرنانة
عندما يحل الظلام
حينها فقط أعود للحياة
و أستيقظ من جديد - تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــارا . استيقظي الآن.
فتحت عيناها بكل كسل وفركتهما ببطء بينما لازال جسدها مستلقيا على السرير .
- لما كل هذا الإزعاج دعيني أنام قليلا فقط.
- كفاكي كسلا قلت انهضي الآن
- حسنا حسنا ها أنا ذا
- بسرعة إلى الإفطار
يال غبائي لم أعرفكم عن نفسي
أنا اسمي تيما عمري 15 عاما ادرس بالصف الثالث إعدادي وهذه أختي الصغرى تمارا تبلغ من العمر 10سنوات وهي بالصف الخامس ابتدائي .
هي مرحة وشقية ترعبها أبسط الأشياء و دائمة الصراخ و التذمر و ............
أوه معذرة استرسلت في الحديث عن أختي وعن نفسي و الآن فلنعد
.بعد أن تناولنا الإفطار .غيرنا ملابسنا .وحملنا حقائبنا .وبينما كنت أغلق باب المنزل .أظلم كل شئ حولي .و لم أعد أرى سوى الظلام الدامس الظلام فقط .
أين أنا.؟؟؟؟
----------------------------------------------------------------------- البــــــــــ الثانيـ ــــــــــــــارت
لا إراديا ارتسمت على وجهي ابتسامة وهتفت بمرح: سالي و مددت يدي ببطء نحو الأعلى و أمسكت بيديها اللتان تحجبان عني الرؤية و قلت:
- صباح الخير سالي .
- صباح الخير أيتها المخادعة.
- أنا ؟ لماذا؟
- كيف عرفتني بهذه السهولة ؟ أنت الوحيدة التي تستطيع كشفي .
- هههههه, هذا سر المهنة .
- هههههه, لكنك ستضلين مخادعة .
- حسنا حسنا هيا بنا نواصل تمارا للمدرسة ثم نذهب نحن لقد تأخرنا .
و بسرعة نضرت سالي إلى ساعتها وصرخت:
-رباه, تأخرنا.
سالينا .أناديها سالي:
صديقتي المقربة و هي الوحيدة التي أثق بها بالرغم من أنني اجتماعية ولي الكثير من الصديقات إلا أنها الأقرب لي .
عمرها 15 عاما ذات شعر بني وعينان سوداوان ,خفيفة الظل و طيبة القلب تدرس معي بنفس القسم.
وألان لنعد.
وانطلقنا نعدو بأقصى سرعة ,بعد أن أوصلنا تمارا ,وصلنا إلى الإعدادية قبل إغلاق الباب بثواني . دخلنا القسم وألقينا التحية على الطلاب ,لحسن الحظ لم يكن الأستاذ موجودا لكنه دخل بعدنا بدقائق.
- الحمد لله لو تأخرنا قليلا لقضي علينا .
- أنت المخطئة تيما .
- نعم ,أنا المخطئة دائما تلقين اللوم علي أتمنى أن اعرف يوما ما لماذا؟
- الأستاذ: اسمع همسا اسكتوا اليوم ليس لدينا حصة,
- هنا تعالت أصوات الطلاب فرحا فأصبح القسم لا يطاق بكل ما للكلمة من معنى فقطع الأستاذ هذا الضجيج بقوله :
- - لأنني أريدكم أن تقوموا بـــــــ
البـــــــــــــــــ الثالث ــــــــــــــــــــــــــــارت فقطع الأستاذ هذا الضجيج بقوله :
- لأنني أريدكم أن تقوموا ببحث حول النباتات الطبية التي تنمو في الغابات.
- لهذا أحب أستاذ الأحياء .
- تيما اهدئي قليلا.
- أحب هذا النوع من البحوث .
- أعرف , أعرف , لكن أرجو كي لا تكرري نفس الاسطوانة لأنني حفظتها عن ظهر قلب .
- طيب .
ومرت كل الحصص كالعادة , روتين في روتين وفي الطريق إلى البيت بدأنا نتجاذب أطراف الحديث .
- وأخيرا , انتهينا من هذا الملل .
- سالي , لا تكوني مملة هكذا , آه صحيح سأذهب بعد قليل إلى الغابة الشمالية من أجل البحث هل ستأتين؟
- آسفة تيما لا استطيع, لدي أعمال كثيرة علي انجازها , على كل لا تزال أمامنا ثلاثة أيام
- حسنا كما تشائين, أوه لقد وصلت , وداعها أراكي غدا .
- إلى اللقاء .
فتحت الباب بهدوء و صرخت:
- تمارا, لقد عدت .
- أهلا أختي .
- اسمعي سأذهب إلى الغابة لدي بحث حول النباتات علي انجازه , لن أتأخر.
- إذن ,وداعا .
- وداعا .
وانطلقت أعدو بكل قوتي ربما لأنني أريد أن اشعر بالحرية ولو لوقت قصير , فانا لا اخرج إلا نادرا وقت الضرورة . وقفت على مدخل الغابة تأملت قليلا الطريق ثم سرت في اتجاه معين حتى بلغت بحيرة رائعة في وقت الغروب .
كانت البحيرة في وسط الغابة ,تطفو فوقها أزهار اللوتس البيضاء , وقد انعكس غروب الشمس على ماء البحيرة فأصبح برتقاليا يلمع ببريق الأمل لذلك فقد أسميتها : شعلة الأمل . تحيط بها الأشجار من كل ناحية . جلت ببصري على مجموعة من النباتات وهتفت بمرح بعد أن وجدت ضالتي :
-هاهو , العليق ويدعى أيضا توت السياج ,يفيد في علاج الإسهال و سوء الهضم و ارتخاء المعدة كما يفيد نقيعه في الوقاية من التهاب الحلق , وتدق أوراقه فتساعد على شفاء الأمراض . رائــــــــــــــــــــع لا ولت اذكر بعضا من فوائده.
وانهمكت في جمع بعضه لأنتبه بعدما انتهيت إلى أن الليل قد أرخى ستاره و حل القمر محل الشمس و أنا لا أزال قابعة هنا وسط الغابة .
فجأة هبت ريح باردة , حركت أوراق الأشجار محدثة أصواتا أشبه بحفيف الأفعى , رفعت رأسي للسماء لأجد أن السحب القاتمة السوداء قد أخفت القمر , وحل الظلام فارتفعت أصوات همس في هذه الأرجاء و أنا وحدي في كل هذا الظلام.
أتمنى انه البارت ينال اعجابكم ولا تحرموني من ردودكم و اقتراحاتكم انتظركمتحياتي